فصل: مناسبة الآية لما قبلها:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.سؤال وجواب:

فإن قيل: البيان يضاد الكتمان، فلما أمر بالبيان كان الأمر به نهيا عن الكتمان، فما الفائدة في ذكر النهي عن الكتمان؟
قلنا: المراد من البيان ذكر تلك الآيات الدالة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم من التوراة والإنجيل، والمراد من النهي عن الكتمان أن لا يلقوا فيها التأويلات الفاسدة والشبهات المعطلة. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال ابن عادل:
قوله: {لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ} هذا جواب لما تضمنه الميثاق من القسم. وقرأ أبو عمرو، وابن كثيرٍ، وأبو بكر بالياء، جريًا على الاسم الظاهر- وهو كالغائب- وحَسَّن ذلك قوله- بعده-: {فَنَبَذُوهُ} والباقون بالتاء؛ خطابًا على الحكاية، تقديره: وقلنا لهم، وهذا كقوله: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بني إسرائيل لاَ تَعْبُدُونَ} [البقرة: 83] بالتاء والياء كما تقدم تحريره.
قوله: {وَلاَ تَكْتُمُونَهُ} يحتمل وجهين:
أحدهما: واو الحال، والجملة بعدها نصب على الحال، أي: لتبينُنَّه غيرَ كاتمين. الثاني: أنها للعَطْف، والفعل بعدها مُقْسَم عليه- أيضا- وإنما لم يُؤَكِّدْ بالنون؛ لأنه منفيّ، كما تقول: واللهِ لا يقومُ زيدٌ- من غير نون- وقال أبو البقاء: ولم يأتِ بها في {تَكْتُمُونَ} اكتفاءً بالتوكيد في الأول؛ {تَكْتُمُونَهُ} توكيد.
وظاهر عبارته أنه لو لم يكنْ بعد مؤكَّد بالنون لزم توكيده، وليس كذبك؛ لما تقدم. وقوله: لأنه توكيدٌ، يعني أن نفي الكتمان فُهمَ من قوله: {لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ} فجاء قوله: {وَلاَ تَكْتُمُونَهُ} توكيدًا في المعنى.
واستحسن أبو حيَّان هذا الوجه- أعني: جَعْل الواو عاطفةً لا حاليةً- قال: وهذا الوجه- عندي- أعْربَ وأفصح؛ لأن الأول يحتاج إلى إضمار مبتدأ قبل لا لا تدخل عليه واوُ الحال.
وغيره يقول: أنه يمتنع إذا كانَ مضارعًا مُثْبَتًا، فيُفهم من هذا أن المضارعَ المنفيَّ بكُلِّ نافٍ لا يمتنع دخولُها عليه.
وقرأ عبد الله: لَيُبَينونَه- من غير توكيد- قال ابنُ عطيَّة: وقد لا تلزم هذه النونُ لامَ التوكيد قال سيبويه.
والمعروفُ- من مذهب البصريين- لزومهما معًا، والكوفيون يجيزون تعاقُبَهما في سعةَ الكلامَ.
وأنشدوا: [الطويل]
وَعَيْشِكِ- يا سَلْمَى- لأوقِنُ أنَّني ** لِمَا شِئْتِ مُسْتْلٍ، وَلَوْ أنه الْقَتْلُ

وقال الآخرُ: [المتقارب]
يَمِينًا لأبْغَضُ كُلَّ امْرِئٍ ** يُزَخْرِفُ قَوْلًا وَلاَ يَفْعَلُ

فأتى باللام وحدها. وقد تقدم تحقيقُ هذا.
وقرأ ابنُ عباس: ميثاق النبيين لتبيننه للناس، فالضمير في قوله: {فَنَبَذُوهُ} يعود على {الناس} المبيَّن لهم؛ لاستحالة عَوْدِهِ على النبيين، وكان قد تقدم في قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ الله مِيثَاقَ النبيين لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ} [آل عمران: 81] أنه- في أحد الأوجه- على حذف مضاف، أي: أولاد النبيين، فلا بُعْدَ في تقديره هنا- أعني: قراءة ابن عباس-. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187)}
أخرج ابن إسحاق وابن جرير من طريق عكرمة عن ابن عباس {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس} إلى قوله: {عذاب أليم} يعني فنحاص وأشيع وإشباههما من الأحبار.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس} قال: كان أمرهم أن يتبعوا النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته، وقال: واتبعوه لعلكم تهتدون. فلما بعث الله محمدًا قال: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم} [البقرة: 40] عاهدهم على ذلك فقال حين بعث محمدًا. صدقوه وتلقون عندي الذي أحببتم.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علقمة بن وقاص عن ابن عباس في الآية قال: في التوراة والإنجيل أن الإسلام دين الله الذي افترضه على عباده، وأن محمدًا رسول الله يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل فينبذونه.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في الآية: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب} قال: اليهود {لتبيننه للناس} قال: محمدًا صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن جرير عن السدي في الآية قال: إن الله أخذ ميثاق اليهود لتبينن للناس محمدًا.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال: هذا ميثاق أخذه الله على أهل العلم، فمن علم علمًا فليعلمه للناس، وإياكم وكتمان العلم فإن كتمان العلم هلكة، ولا يتكلفن رجل ما لا علم له به فيخرج من دين الله فيكون من المتكلفين. كان يقول مثل علم لا يقال به كمثل كنز لا ينتفع به، ومثل حكمة لا تخرج كمثل صنم قائم لا يأكل ولا يشرب. وكان يقال في الحكمة: طوبى لعالم ناطق، وطوبى لمستمع واع. هذا رجل عَلِمَ عِلمًا فَعَلَّمَه وبذله ودعا إليه، ورجل سمع خيرًا فحفظه ووعاه وانتفع به.
وأخرج ابن جرير عن أبي عبيدة قال: جاء رجل إلى قوم في المسجد وفيه عبد الله بن مسعود فقال: إن أخاكم كعبًا يقرؤكم السلام ويبشركم أن هذه الآية ليست فيكم {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه} فقال له عبد الله: وأنت فاقرئه السلام أنها نزلت وهو يهودي.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: إن أصحاب عبد الله يقرؤون: {وإذ أخذ ربك من الذين أوتوا الكتاب ميثاقهم}.
وأخرج ابن جرير عن الحسن أنه كان يفسر قوله: {لتبيننه للناس ولا تكتمونه} ليتكلمن بالحق، وليصدقنه بالعمل.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الشعبي في قوله: {فنبذوه وراء ظهورهم} قال إنهم قد كانوا يقرؤونه ولكنهم نبذوا العمل به.
وأخرج ابن جرير عن ابن جريج {فنبذوه} قال: نبذوا الميثاق.
وأخرج ابن جرير عن السدي {واشتروا به ثمنًا قليلًا} أخذوا طمعًا، وكتموا اسم محمد صلى الله عليه وسلم قال: كتموا وباعوا فلم يبدوا شيئًا إلا بثمن.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {فبئس ما يشترون} قال: تبديل يهود التوراة.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي هريرة قال: لولا ما أخذ الله على أهل الكتاب ما حدثتكم. وتلا {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه}.
وأخرج ابن سعد عن الحسن قال لولا الميثاق الذي أخذه الله على أهل العلم ما حدثتكم بكثير مما تسألون عنه. اهـ.

.تفسير الآية رقم (188):

قوله تعالى: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (188)}

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما أخبر سبحانه وتعالى بأنهم احتووا على المال والجاه بما كتموا من العلم وأظهروا من خلافه المتضمن لمحبة أهل دينهم فيهم وثنائهم عليهم بأنهم على الدين الصحيح وأنهم أهل العلم، فهم أهل الاقتداء بهم؛ قال سبحانه وتعالى مخبرًا عن مآلهم تحذيرًا من مثل حالهم على وجه يعم كل امرىء: {لا تحسبن} على قراءة الجماعة بالغيب {الذين يفرحون بما آتوا} أي مما يخالف ظاهره باطنه.
وتوصلوا به إلى الأغراض الدنيوية من الأموال والرئاسة وغير ذلك، أي لا يحسبن أنفسهم، وفي قراءة الكوفيين ويعقوب بالخطاب المعنى: لا تحسبنهم أيها الناظر لمكرهم ورواجهم بسببه في الدنيا واصلين إلى خير {ويحبون أن يحمدوا} أي ويجد الثناء بالوصف الجميل عليهم {بما لم يفعلوا} أي بذلك الباطن الذي لم يفعلوه، قال ابن هشام في السيرة: أن يقول الناس: علماء، وليسوا بأهل علم، لم يتحملوهم على هدى ولا حق.
ولما تسبب عن ذلك العلمُ بهلاكهم قال: {فلا تحسبنهم} أي تحسبن أنفسهم، على قراءة ابن كثير وأبي عمرو بالغيب وضم الباء وعلى قراءة الجماعة المعنى: لا تحسبنهم أيها الناظر {بمفازة من العذاب} بل هم بمهلكة منه {ولهم عذاب أليم}. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال ابن عاشور:

{لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا}.
تكملة لأحوال أهل الكتاب المتحدّث عنهم ببيان حالة خُلقهم بعد أن بيّن اختلال أمانتهم في تبليغ الدين، وهذا ضرب آخر جاء به فريق آخر من أهل الكتاب فلذلك عبّر عنهم بالمَوصول للتوصّل إلى ذكر صلته العجيبة من حال من يفعل الشرّ والخسّة ثم لا يقف عند حدّ الانكسار لما فعل أو تطَلُّب الستر على شنعته، بل يرتقي فيترقّب ثناء الناس على سوء صنعه، ويتطلّب المحمدة عليه.
وقيل: نزلت في المنافقين، والخطاب لكلّ من يصلح له الخطاب، والموصول هنا بمعنى المعرّف بلام العهد لأنّ أريد به قوم معيَّنون من اليهود أو المنافقين، فمعنى {يفرحون بما أتوا} أنّهم يفرحون بما فعلوا ممّا تقدّم ذكره، وهو نبذ الكتاب والاشتراء به ثمنًا قليلًا وإنّما فرحهم بما نالوا بفعلهم من نفع في الدنيا. اهـ.

.قال الفخر:

اعلم أن هذا من جملة ما دخل تحت قوله: {وَمِنَ الذين أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا} [آل عمران: 186] فبين تعالى أن من جملة أنواع هذا الأذى أنهم يفرحون بما أتوا به من أنواع الخبث والتلبيس على ضعفة المسلمين، ويحبون أن يحمدوا بأنهم أهل البر والتقوى والصدق والديانة، ولا شك أن الإنسان يتأذى بمشاهدة مثل هذه الأحوال، فأمر النبي عليه الصلاة والسلام بالمصابرة عليها، وبين ما لهم من الوعيد الشديد. اهـ.

.قال القرطبي:

ثبت في الصحيحين عن أبي سعيد الخُدْرِي أن رجالًا من المنافقين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى الغزو تخلّفوا عنه وفرحوا بمَقْعدهم خِلافَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا قدم النبيّ صلى الله عليه وسلم اعتذروا إليه وحَلفوا، وأحبّوا أن يُحمدوا بما لم يفعلوا؛ فنزلت {لاَ تَحْسَبَنَّ الذين يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْاْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ} الآية.
وفي الصحيحين أيضا أن مَرْوان قال لبوّابه: اذهب يا رافع إلى ابن عباس فقل له: لئن كان كل امرئ منّا فرح بما أُوتِيَ وأحبّ أن يُحمد بما لم يفعل معذَّبًا لنعذّبن أجمعون.
فقال ابن عباس: ما لَكم ولهذه الآية! إنما أنزلت هذه الآية في أهل الكتاب.
ثم تلا ابن عباس {وَإِذَ أَخَذَ الله مِيثَاقَ الذين أُوتُواْ الكتاب لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ} و{لاَ تَحْسَبَنَّ الذين يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْاْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ}.
وقال ابن عباس: سألهم النبيّ صلى الله عليه وسلم عن شيء فكتموه إياه، وأخبروه بغيره؛ فخرجوا وقد أروه أن قد أخبروه بما سألهم عنه واستَحمدوا بذلك إليه، وفرحوا بما أتَوْا من كتمانهم إياه، وما سألهم عنه.
وقال محمد بن كعب القُرَظِي: نزلت في علماء بني إسرائيل الذين كتموا الحق، وأتوا ملوكهم من العلم ما يوافقهم في باطلهم، {واشتروا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا} أي بما أعطاهم الملوك من الدنيا؛ فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: {لاَ تَحْسَبَنَّ الذين يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْاْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ العذاب وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
فأخبر أن لهم عذابًا أليمًا بما أفسدوا من الدِّين على عباد الله.
وقال الضحاك: إن اليهود كانوا يقولون للملوك إنا نجد في كتابنا أن الله يبعث نبيًّا في آخر الزمان يَخْتم به النبوّة؛ فلما بعثه الله سألهم الملوك أهو هذا الذي تجدونه في كتابكم؟ فقال اليهود طمعًا في أموال الملوك: هو غير هذا، فأعطاهم الملوك الخزائن؛ فقال الله تعالى: {لاَ تَحْسَبَنَّ الذين يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْاْ} الملوكَ من الكذب حتى يأخذوا عَرَض الدنيا.
والحديث الأوّل خلاف مقتضى الحديث الثاني.
ويحتمل أن يكون نزولها على السببين لاجتماعهما في زمن واحد، فكانت جوابًا للفريقين، والله أعلم.
وقوله: واستحمدوا بذلك إليه، أي طلبوا أن يحمدوا.
وقول مَرْوان: لئن كان كلّ امرئ منا الخ دليلٌ على أن العموم صِيَغًا مخصوصة.
وأن الذين منها.
وهذا مقطوع به من تفهّم ذلك من القرآن والسُّنّة. اهـ.

.قال الطبري:

وأولى هذه الأقوال بالصواب في تأويل قوله: {لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا} الآية، قول من قال: عني بذلك أهل الكتاب الذين أخبر الله جل وعز أنه أخذ ميثاقهم، ليبين للناس أمر محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يكتمونه، لأن قوله: {لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا} الآية، في سياق الخبر عنهم، وهو شبيه بقصتهم مع اتفاق أهل التأويل على أنهم المعنيون بذلك.
فإذْ كان ذلك كذلك، فتأويل الآية: لا تحسبن، يا محمد، الذين يفرحون بما أتوا من كتمانهم الناسَ أمرك، وأنك لي رسول مرسل بالحق، وهم يجدونك مكتوبًا عندهم في كتبهم، وقد أخذت عليهم الميثاق بالإقرار بنبوتك، وبيان أمرك للناس، وأن لا يكتموهم ذلك، وهم مع نقضهم ميثاقي الذي أخذت عليهم بذلك، يفرحون بمعصيتهم إياي في ذلك، ومخالفتهم أمري، ويحبون أن يحمدهم الناس بأنهم أهل طاعة لله وعبادة وصلاة وصوم، واتباع لوحيه وتنزيله الذي أنزله على أنبيائه، وهم من ذلك أبرياء أخلياء، لتكذيبهم رسوله، ونقضهم ميثاقه الذي أخذ عليهم، لم يفعلوا شيئًا مما يحبون أن يحمدهم الناس عليه {فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم}. اهـ.